الحوت المالح والشرمولة.. الطبق المفضل في صفاقس يوم العيد
على مرّ السنين يبقى طبق "الحوت والمالح والشرمولة" أهم الأكلات التقليدية التي لا تغيب على موائد اهالي ولاية صفاقس فهو الطبق الذي يستقبل به الأهالي عيد الفطر المبارك في فرحة وابتهاج لقضاء شهر كامل من الصيام.
وخلال النصف الثاني من رمضان ولا سيما في العشر الأواخر منه ينطلق بيع "الحوت المالح" في عدة أسواق على غرار سوق السمك في باب الجبلي حيث تعرض انواع السمك المجفف والمملح على الحرفاء لاقتناء حاجياتهم من مختلف الانواع، وتشهد العشر الأواخر خصوصا انطلاق المزايدة العلنية على الأسعار "الدلالة" حيث يعرض الملقب بـ "السرجان" وعدد من زملائه انواع الاسماك المملحة، وتنطلق عملية المزايدة على سعرها بين الحرفاء ليفوز بها في النهاية صاحب العرض الأرفع وسط حركية وأجواء ممتعة تصنعها حناجر "الدلالين" والحرفاء وتستقطب اناسا أخرين للفرجة. وهناك من يقصد السوق لاشتراء الأسماك الطازجة و"تشريحها" ليتولى تمليحها حسب رغبته.
ومن أهم انواع الأسماك التي يتم تمليحها نذكر "المناني والباكالاو وهو مستورد والفار والغراب والشلبوط والبوري والقاروص البلدي والأحناش والقطاط والقطوس والكرشو والجغالي والصفير".
وبخصوص طريقة تحضيره لوجبة يوم العيد، فيتم إخراج الحوت المالح ليلة العيد وغسله مرارا بالماء للمحافظة على نسبة الملوحة المحبذة وصباح العيد يتم طهيه بالبخار " التفوير " أو تغليته في الماء الساخن.
ومن الاكلات الاخرى التي تشتهر ولاية صفاقس في عيد الفطر نجد "الشرمولة" ومن مكوناتها الاساسية "الزبيب" والشرائح الصغيرة من البصل الأحمر المجفف وزيت الزيتون وبعض البهارات والتوابل. ويطبخ طبق "الشرمولة" على نار هادئة لمدة طويلة ولفترات ويتم تحريك الخليط جيدا حتى حتى يتماسك ويكتسب لونا داكنا.
وفي الجمع بين "ملوحة الحوت وحلاوة الشرمولة" يعتبر أهالي صفاقس أنه بعد إكمال شهر الصيام فالملوحة تجعل الفرد يقبل على شرب كمية هامة من الماء حتى يعوض المياه التي يفتقدها الجسم أثناء الصيام واما "الشرمولة الحلوة" فهي تحتوي على نسبة من المواد السكرية سريعة الامتصاص مع سهولة الهضم إلى جانب كونها غنية بالفيتامينات والعناصر المعدنية كالصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم وهي بذلك تمكن الجسم من استعادة نشاطه وطاقته.
فتحي بوجناح